الخميس، 7 يناير 2010

قال سقراط ...

كيف تستطيع تسجيل حضور مميز في أي مكان قد تتواجد فيه ..

البعض يجعل من ملبسة بطاقة تعريف لشخصه... أو نوع السيارة ...
والبعض يتجه بحديثه عن المنصب... أو الأوضاع المادية ... والكلام عن اخر
المقتنيات التي أصابها في سفراته أو تسوقه .. وكمال قيل الحديث ذو شجون
و حتى يرى أن لا مثيل لحضوره في المجلس ، كل هذا قد يلفت انتباه
من حولك إلى ما عندك وليس إلى شخصك وهو الأولى !!

ثم أن البعض قد لا يرى في مثل هذي الأحاديث أي فائدة حتى انه قد يسجل لك
نقطه لغير صالحك بسبب طريقة الكلام التي بادرت بفتحها أمام الجميع عن
مأكلك وملبسك ونوع سيارتك ومتى كانت آخر سفراتك والى أي الأماكن .
الكلام والصمت وجهان لعملة واحده وهي تعبيرك عن شخصيتك !!

وقديما قال سقراط لشاب يديم الصمت : تكلم حتى أراك .
بالفعل الكلام يوصل لنا الكثير عن شخصيتك وطريقتك ومن تكون ؟
لكن العاقل هو لا يطلق لسانه ، فقد كان العرب لا يحبون الاسترسال
في الكلام ويرون أن المسترسل كثير الزلل و ان من أُعجٍب في كلامه أصيب في عقلة .
والى الآن لا يزال الثرثار منبوذ وغير محبذ وجوده في مجلس الكبار والعارفين .
وقد وضع الحكماء شروط للكلام .

أولها : أن يكون الكلام (القول) لداعي يدع له ، أما لجلب النفع أو لدفع الضرر

ثانيها :
أن يتكلم بكلام في موقعه .وان يقتصر منه بقدر حاجته .

ثالثها : وهو أهم الشروط بنظري أن يتخير الألفاظ التي يتكلم بها .

لان لسانك هو العلامة أو تذكرة الدخول للمستمعين حولك .ويعرف به الناس
مجهولك يقول الشاعر:
كفى المرء عيب أن تراه **** له وجه وليس له لسان
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توجه بالنصح لــ معاذ يا معاذ : أنت
سالم ما سكت ، فإذا تكلمت فعليك و لك )


همسة لمن أراد أن يكون حضوره كهيبة ملك : بمقدار الصمت تكون الهيبة .

ليست هناك تعليقات: