الأحد، 29 أغسطس 2010

تشتهي وتستحي...


بعض الاوقات نحتاج الى خصوصيه في الكلام لأننا نخاف استماع الاهل لنا ومعرفتهم بأسرارنا ومواقفنا المشاغبة التي قد نوبخ عليها فنخلق لغة خاصة ورموز للحديث بيننا في حضورهم بدون أن يفهموا مانقصده ونتركهم مثل الاطرش بالزفة !!

مع التطور الملحوظ استحدثنا بعض الالفاظ والامثال المناسبة لحياتنا السريعه فأصبحنا نعبر ببعض المفردات أو الالفاظ عن الاشياء المحيطه بنا أو نراها، فمن الالفاظ الشائعه بين البنات عند مشاهدتهم لشاب وسيم لفظة ( حليوه ) ولاحظت بالوسطى يقولوا للوسيم (اطخمه ) وغيرها من الالفاظ الرقيقة والعفوية .

ومن الامثلة المستحدثه بين عموم الشباب ( طنش تعش .. عش تنتعش ) وغيرها مما لا احفظه لكنها في جملتها امثله لطيفة وبريئة تدل على بساطة تفكيرهم ، وسهولة حياتهم .

مع هذا تمسك الرجال بكثير من الأمثلة الغابره ولازالوا يستخدمونها ويطورون الفاظها لكونهم يرونها تُشير الى نسائهم وتصفهن بدقة ملحوظه ..ولسرعة نطقها وقوة تركيز معناها تداولتها الاجيال ويرددها الان كل شاب ومتزوج بقصد تشويه صورة النساء في منظور الاخرين من هذه الامثال ( تشتهي وتستحي )

بحثت عن القصة التي كانت سبب في انتشار هذا المثل ( تشتهي وتستحي ) عن الجنس الناعم ولم استطع الوصول للقصة المبهمه لهذا المثل الشهير فعلى من يعرفها يفيدنا ، ورغم اني من فئة عُمرية غالبا مايُطلق على من هن بمثل عمري لقب ( الجدات ) وهذا اكتشاف ازعجني كثير كوني ( جده ) ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا . لكن بحكم الفروع الاخرى بالعائلة صار لزاما أن اُلقب بالجده ، جده خالية من خبرات الزمن وتعرياته والنوادر القصصيه والامثلة الشعبية .

كان لابد من طرح الموضوع من خلال مااملك من خبره بسيطه حول التطور الفظي للامثلة ورسوخ بعض الامثله الساقطه في اذهان الأجيال رغم تغير الاجيال منها هذا المثل واستخداماته .. المثل السابق الذكر ومايقاربه في اللفظ او المعنى
مثل عبارة ( يتمنعن وهن الراغبات ) وهذا تحديث ثقافي لغوي مناسب لعصرنا وثقافتنا ومعنى المثل الشعبي ( تشتهي وتستحي ) ورديفة المطور
( يتمنعن وهن الراغبات ) ان المراد به وجود رغبة داخليه لعمل شيء مع اظهار عكس هذه الرغبه امام الأشخاص المحيطين بنا .

هذا المثل استمده العنصر الرجالي من خلال معرفته باخلاق النساء السعوديات خاصة والتي تظهر بشكل واضح في الحياة الزوجيه .
فعند الاسراف في الخصومه بين رجل وامراءة اول عبارات السباب المتبعه في الفاظ الرجال هو تكرير هذا المثل الشهير على مسامعهن والمقصود أن يُعُيرن النساء بفطرتهن ويُنتقصن بها !!!

ويتجاهلون ثقافتهن ومستواهن العلمي ومدى خبراتهن ونزاهة سلوكيتهن ،، والمقصود من هذا الاسلوب في الخصومة هو التصغير والاحتقار للطرف الاخر (النساء) عندما لايجدوا ولن يجدوا سوى فطرة الله التي فطر النساء عليها عيب فيهن وُلدن به وسيموتن به !!!


من جهه أخرى لو كان لبعض النساء صولة وجولة بارزه بمجتمعها من حيث اقامة حق واعطاء واجب وفك الخصومات
وبروزها في نزاعات الرجال وحضورها مجالسهم العائلة بأسم الحكمة والرأي السديد فلابد أن تجد بذات مجتمعها المقرب من يصفها بالمسترجلة كونها
اعطت لنفسها حق لايجوز الا للرجال ولم يُنزل الله به من سلطان ! ولا اقصد هنا المسترجله الحالية صاحبة قصات البوي ولكن اقصد المسترجله في الأزمان السالفة
وهي من تفرض كلمتها على الرجال من اهلها قبل نسائهم ولا يشترط ان يكون هذا سلوك محبب لها من اهلها فأغلب الرجال يرفض ممن يعرف من نسائه ان تقارعه الخطوب الرجوله النسائية تعتبر موروث شعبي بارز في مجتمعاتنا منذ القدم

بين سبابنا بفطرتنا من شهوه أو حياء أو مواقف رجوليه من بعض الاناث وبين مستجدات العصر الفظية المتبعه الان بين عموم الشباب من ذكور واناث ..

ابحث عن اجابة لهذه الاسئلة لعلنا نجد الفائده ونعرف وزن نسائنا في مجتمع ذكوري مثل مجتمعنا العربي السعودي الاسلامي ..
تمرون بمواقف تحتاجون فيها لاستخدام بعض اللالفاظ المفبركه بحيث لايفهم المتواجدين عن ماذا تتحدثوا ؟
استطعتم في احد المرات قول عبارات رنانه أو استنباط حكم وامثال من مواقف حياتكم بحيث وصلت للتداول وباتت لغة من يحيطون بكم واكثر ؟
مارأيكم في مصداقية المقولة تشتهي وتستحي أو يتمنعن وهن الراغبات ؟
من اقسى في استخدام الالفاظ المؤذيه والجارحه عند الخصومه الرجال أم النساء ؟
مالغرض من سباب وتعيير الرجال للنساء باجمل فطره فطرنا الله بها وهي حيائُنا وهل هذا التعيير كان له دور في نبذ الحياء في سلوكنا كنساء مؤخرا ؟
ماحكم سباب المراءة بفطرتها التي فطرها الله عليها ؟ وهل يرى الرجل ان فطرته سليمه ولا يشوبها عيب أو نقص ؟


الحقيقه اننا نعاني ركاكة اللألفاظ ونستحسن الجُمل الكول والسريعه والسوقيه احيانا للتعامل مع الاخرين كدليل على التطور وايضا نفتقد في الخصومة بيننا كجنسين مختلفين النظر للعقلية والثقافة ونتعمد الغرائز والسلوكيات لطرف من اطراف الخصومه دون الاخر
لانتقاصه بها واضعافه بما اراد الله له عندما خلقه أول مره . كيف لنا أن نثق بعقلية رجل ينتقص خلق الخالق ويتواطئ على استخدامة في نزاعات دنيوية قد تتلاشئ بعد مده لقلة اهميتها ، استخدام الرجال لهذا المثل الظالم ضد المراءة بات عاده جبلوا ألسنتهم على نُطقها .

ليست هناك تعليقات: