الجمعة، 9 أبريل 2010

زواج الاخت .. الصغرى ..

- طرقت الباب واستئذنت بالدخول ..
- تفضلي
- ممكن اتكلم معاك
- اكيد اجلسي
- ابلة انا احس اني متضايقة ، ومالي نفس اذاكر
- ليه وش اللي مضايقك ؟
- اول شيء اوعديني ماتفهمي كلامي انه كره او حقد او حتى غيره هو موضوع خاص .. بس ابيك تسمعيني وتفهمي شعوري .
ابتسمت من شروطها المسبقة وتعجبت من رغبتها في الحديث عن أمر خاص لكن الجيد ان المعلم المحبوب بين طلابه قد يكون الاثر بالحديث معه اكثر قبول من حديث الاباء والامهات وقد يستطيع تغيير مالم يستطع الوالدين تغييره ..

استرسلت حديثها بينما كنت انا استعد للاستماع لها وايقاف حواري الداخلي .

قالت : قبل مايقارب الاربع شهور تقدم لاختي الصغرى خاطب وماكان الخاطب الاول لكنه كان الاخير لانها قبلت خطبته واتموا مراسم الاحتفال بالخطوبة قبل اسبوعين فقط من اليوم ...
يتلاشى صوتها ثم تعاود المواصلة بصوت مشجون وبعبره مخنوقة ..

انا احب اختي لكن هذا الامر كان له تأثير علي سيئ حتى اني اصبحت لا ارغب في مواصلة دراستي ولا املك التركيز في المذاكره كان المفروض ان ينتظر والدي حتى تتم خطبتي اولا لاني الاكبر ولان هذا الامر يؤثر على علاقتي باختي اليوم . انا اعرف ان والدي يعاني كثرتنا بالبيت فانحن تسع فتيات تزوج منا اثنين ولم يكملوا دراستهن والان اختي الصغرى في طريقها الى عش الزوجية .

تلتزم الصمت لثواني ثم تعاود المتابعة ..

هذا الامر ضايقني يا ابلة والمشكلة انه منذ اربع شهور لم يُعد يتقدم لخطبتي اي احد وكاني اصبحت مركونه على الرف بالاضافة الى نظرات الاقارب لي عند كل اجتماع بهم وتسأول زميلاتي عن الاسباب وراء خطبت اختي الصغرى قبل ان اُخطب انا .
صحيح اختي أجمل مني لكني ماكنت يوم سيئة الخُلق ولا بذيئة المنطق ، واهتم بهندامي واحرص على حُسن المعاملة مع زائرات أمي واقابلهن بكل ادب وترحاب وبشاشه .. ماادري يا أبلة كيف ابي وامي لم يحسوا بقسوة هذا الامر علي وصعوبته ، وكيف لم يشغلهم وضعي النفسي عن القيام بهذا الامر دوون الرجوع لي او تلمس خاطري بشيء من الاستئذان أو المواساة حتى أحس بحبهم وقربهم مني .

الان انا اعاني من هذا الامر ومستحيل ان اتحدث به مع امي او أي احد لكني اعيش مرارته لحالي وقلت بنفسي اجي اتكلم بالموضوع معك يمكن اجد اي حل ..

ماعرفت من اين ابدأ معها الكلام لكني ارتجلت عن مقعدي خلف المكتب وتوجهت اليها وجالستها بقولي : لاتلومي والديك على تقديمهم اختك الاصغر منك بالخطبة انا احد الاشخاص الذين لايروا أهمية للترتيب أو الانتظار في تزويج البنات أو الابناء وهو مجرد فكر اجتماعي خاطئ ..

فالقسمة والنصيب فوق كل شيء ثم ابي اسألك لو كنتي أنتي الصغرى وتقدم لك عريس كنتي راح ترفضي حتى تتزوج اختك الاكبر منك رغم ان من تقدم لخطبتك رجل جيد الخلق والمسموعات عنه جيده ؟!

ابتسمت .. وهزت راسها بالرفض ( أي انها لن ترفض أو تنتظر حتى تخطب اختها الاكبر ) فضحكت عجبا من اختلاف افعالنا عن اقوالنا وقلت لها اذن لاتحزني القطار لم يفوت وامامك طابور من العرسان ستأتي بهم الايام ..

واستكملنا الحديث عن احداث مشابهه هنا وهناك وذكرت لها قصة ابناء رجال زوج والدهم الاصغر قبل الاكبر وماكان من اثر لهذا الشيء على نفس الابن الاكبر لكن الوضع اختلف لانه دخل عش الزوجيه واُغلق عليه فيه وهو الان يتمنى أنه لازال خارجه !!!

استحداث الترتيب بين الابناء في مسائلة الزواج أمر فرضته العادات وقد يكون من باب المساواة لكن عند اي تخطي له يجد من يقع عليه الامر بصعوبة بالغه وقد يكون له أثر نفسي مؤلم عليهم .. فمن المفترض ان تهيء الشخص قبل اي تعديل فيما جرت به العادة الى تقبل ماسيكون من تغيير وتعديل حتى تضمن بقائه بحاله نفسية جيده وان تخفف عنه التوتر المصحوب لتغيير عادة مجتمعية قويه مثل التزام الادوار بالتزويج بين الابناء والبنات خاصة ..

ليست هناك تعليقات: