الخميس، 29 أبريل 2010

شهرزاد مدمن شاهي ...


في خيال ممزوج بالحلم وروح الواقع .. القصة منسوجة بخيوط واقعية ..
مع اني اطلقت عليها حاليا مسمى شهرزاد مدمن الا أني اتوقع أن هذا العنوان سيتم تغييره بعد أن تنجلي الصورة

و تكتمل الأحداث ..

الفصل الاول

درجت ( هناء ) الفتاة الجميلة مكتملة الانوثة وسط عائلتها وحيدة مدللــــه من والدها الذي اسماها هناء من شدة مايشعر

من الحبور والهناء عندما كان ينظر في محياها البريء الهادئ .الا ان هذا الحب الجامح والدلال من والدها لم يمنعها من

تهذيب خلقها وتعاملها مع من تعرف ومن لم تعرف .. فقد التحقت بالمدرسة في السادسة من عمرها وحتى بلغت

الخامسة عشره كانت تتمتع بحسن السيرة والاخلاق الحميدة ولا شك في هذا فهي من خيار عائلات البلدة واكثرهم شهرة

وعراقة .. فقد كان والدها صاحب مكانة مرموقة في البلدة رغم
تفرغه للهو والعبث مع من كان يعرفهم من كبار مسؤلي تلك البلدة وخاصتهم . ولكنه كان مطمئن الى ان ابنته بين ايد

امينة بين اخوتها ووالدتها السيدة / شادية


أحبت (هناء ) صديقتها التي تكبرها بعامين في المدرسة حبا خيل لها بعض الاوقات انها تجيد حتى نظم الشعر في وصف

حبها لصديقتها وحتى عندما تباعد العطلات بينها وبين صديقتها كانت تبادلها مكالمات هاتفية تكاد عبارات الشوق والوجد

والهيام تلهب قلبها اثناء تلك المكالمات الساخنة والمنعزلة عن انظار اخوتها ووالدتها المتزمتة الصلبة في تعاملها مع ابتها الوحيده .


كان لصديقة هناء دورا هاما في حياتها الهادئة .. فقد كانت تبادلها الهدايا والذكريات وتدون كل يوم
تمضية مع صديقتها في دفتر الذكريات باليوم والتاريخ والساعة .. ودعتها لزيارتهم بالمنزل واقامت احتفالا
بهذه المناسبة شعر بها كل افراد العائلة وقدموا كل فروض الولاء والطاعة لأبنتهم الوحيده المدللـــه التي كانت

تشعر بالوحدة الا من قرب صديقتها .. فقد كانت تملاء قلبها حبا وحياة ..

استمرت تلك الصداقة في تواتر مستمر خلال تسع سنوات متتالية رغم أن (ندى ) تتقدم على هناء في المراحل

الدراسية بحكم السن الا أن هذا لم يكن سببا مقنعا لـهناء في انتقاء صديقة اخرى خلال السنوات التي فصلت بينهن

في المراحل الدراسية مابين المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية التي كانت تتقدم فيها صديقتها ..

في يوم من الايام عرفت هناء ان صديقتها المقربة لها ليست سعودية الجنسية وانما تحمل جنسية يمنية
وتسعى للحصول على الجنسية السعودية .. فكانت الصدمة الاولى لكنها اهملت شعورها بالضيق مما عرفت
واعتبرته امر لا اهمية له مقابل ماتشعر به تجاه صديقتها الوحيدة .. ماكادت تتلاشى تلك الصدمة حتى
أثيرت زوبعه قويه حول صديقتها ممن يعرفونها بالجامعة من معارف طليقها فقد كشفت الامور عن مالم تكن

هناء تتوقعه بأن صديقتها ورفيقة دربها كانت مطلقة .
خامرت ذهن هناء خواطر عده في مواصلة تلك الصداقة او التخلص منها في هدوء وطال الصمت في تلك اللحظات

بينها وبين صديقتها .. وبعد برهه من الزمن انفجرت هناء باكية فقد كان ماعرفت كفيل بقطع مابينهما من اواصر

مالم تقدم ندى برهان ساطع على البراءة مما قيل عنها ان كان ثمة برهان يقدم لاثبات عكس كل ماقيل

. فقد كانت هناء متمسكة بالفضيلة الى حد التزمت ولا تقبل الا بمعرفة الحقيقة كاملة ولا تكمن الحقيقة الا في

مصارحتها بما يقنعها فيما سمعت ان كان حقيقة أو كذب ولما كانت تخفي ندى كل تلك الامور طوال تلك المدة

الطويلة وإن لم يحدث هذا فقد تفقدها الى الابد .كان يوما حزينا حاولت ندى ان تحييه بنكته او لعبة ولكن محاولاتها باءت بالفشل ..

قررت هناء الا تبوح لاحد بشيء مما دار بينها وبين صديقة عمرها وفي الوقت نفسة قررت أن تقاطع ندى والا تظهر بصحبتها ثانية أبدا ..

في اليوم التالي فؤجئت هناء بأخيها الأكبر يطلبها وقد بدى على وجهه الغضب وبيده اوراق وخطابات فقد استدعاها

الى مكتب والده فور وصوله لسؤالها عن تلك الرسائل والخطابات ..فقد كانت هناء وندى يتبادلن مالم يستطعن

البوح به بأصواتهن الخافته عبر نظرات مأسورة ولمسات دافئة ورسائل غرامية ساخنة .

هكذا وقفت هناء لاول مرة في حياتها متهمة بارتكاب فعل مشين بحق نفسها وعائلتها الكريمة . تسألت هناء أمام

أخاها ماذا حدث ؟

فقال وهو يجلس على كرسي عال له مسندان لقد وجدت هذه الرسائل وبقايا الورد الذابل بين طيات كتبك

.و هذه حقيقة مصيبة وانا أسف اشد الاسف أن اعطياتك الثقة حتى وصلتي الى هذا القدر من الاسفاف !

خطيئتك لن تغتفر وسأنزل بك اشد العقاب وستبقين طيلة حياتك تتهمين بالكذب والخداع وارتكاب المعاصي لانك

دنيئة ومد يده بتلك الرسائل وسألها بصوت كهدير الرعد القاصف :

امسكيها بيدك . وانظري فيها جيدا هل هذا خطك حقا؟ وهل هذه عباراتك ؟

مدت يدها هناء وتناولت الأوراق والهلع يسري في بدنها وجعلت تقلبها واحدة تلو الآخرى وكانما تنبش قبر ميت .

.اعاد عليها الكره بصوت عال هل هذا خطك ؟

فقالت دونما تشعر :

- نعم هذا خطي ، وهذه عباراتي .

فهز رأسه وهو ينظر اليها وباغتها بصفعة تلو الصفعة أهذا جزاء اعتمادنا على تربيتك وثقتنا بك تتصرفين

تصرف العاهرات وما يدرينا ماذا كنت تصنعين بالخفاء اذا كنت تتصرفين هذا التصرف المخزي في العلانية ؟

والى أي حال من الاحوال وصل بك الهوى والإنكسار ؟ ومالذي دعاك لكتابة مثل هذه الكلمات ؟

وكيف استطعتي ؟

ومن يكون هذا الرجل حتى تكتبين له كل هذا ؟

وكانما صبت هذه الكلمات الجارحة المهينة نارا حامية فوق رأسها فاانتفضت قائلة :

_ أنني بريئة . ولم أعرف رجلا قط .هذه الرسائل كنت اتبادلها مع صديقتي ندى وبالرغم من هذا فقد اعتزمت بيني وبين نفسي على مقاطعتها للابد .

فهز رأسه قائلا : اخرجي الان سترين نتيجة فعلتك .

في الليلة التالية لذلك اليوم _ يوم الاربعاء _ فؤجئت هناء بأخيها يجالس والدها في خلوة ويحكي له ماكان منها

وما وجد بحوزتها من رسائل بخط يدها .فقد كان اخاها متمسكا بتعاليم العائلة المحافظة متزمتا في جميع تصرفاته

رغم انه كان يدرس خارج البلاد لكن معاشرته للتحرر بالخارج لم تزده الا تشبثا بالمبادىء التي شب عليها .

هناء بحضرة الرب تستغفره وتطلب الصفح بدموعها ناظرة الى السماء ضارعة باسطة يديها قائلة بلوعة وحرقة :

خلصني ياإلهي من هذه المصيبة .وقد بدى على وجهها الوجل والانهاك فهي لم تنم طوال ليلة الامس من التفكير

فيما سيحدث لو اخبر اخاها والدها بما وجد لديها ، فوالدها رغم حبه ودلاله المفرط لها مسرف في الجد والتعنت

وقد خلع عليه بُعده عن البيت مهابة ولا سيما ان هناء كانت تحبه وتخافه وتعمل له الف حساب

... كانت تتسأل ماذا عساه يعتقد فيها الان ؟ وأي صدمة مفجعة ستحيق بها ؟

ايمكن ان يكون ذاك الاخ الذي تكن له هناء كل التقديس وتضعه في مصاف الملائكة وتعتقد فيه الشهامة والرجوله

شيطان في واقع الامر لا يتورع عن الافتراء ؟ واي صورة قد رسمها حول صورتها وهو يخبر والدها عما حدث

وهي قد صدقته القول حين سألها الليلة الماضية عن سر تلك الرسائل ولمن كتبتها و لم تكذب ابدا ..

لماذا يصر اخي على تشويه صورتي امام والدي أله في هذا مصلحه ؟ كل هذا واكثر كان يدور بخلد هناء قبل

ان تصل اليها الخادمة تستعجلها في المثول امام والدها في حجرة الاستقبال الرئيسية . تلبية لدعوة والدها ..

لقد حمي القضاء ولم يعد بد مما ليس له بد ..لكنها عجبت من نفسها كيف تستلم لهذا الرعب وهي لا ترى

اثما فيما فعلت ولماذا تعطي المسألة كل هذه الاهمية وتثبت على نفسها جريمة لم ترتكبها !

فما تعرفه عن والدها انه يحبها ويستمع لها وستستطيع اقناعه بصدق قولها بل قد تقلب الدنيا رأسا على

عقب حتى يصدقها . فقامت تجر ثوبها في خيلاء ودخلت حجرة الاستقبال فوقع بصرها اول ماوقع على وجه

ابيها فإذا به يقبض على الرسائل قبضبة بالغة العصبية حتى انه كان يرجف في يده من قوة الغضب حينها تبدد

الامل وأحست هناء لاول مرة في حياتها بمرارة وحزن عميقين وصوت ابيها يسألها في غضب أهذه الرسائل انت من كتبها ؟

فأجابته بصوت خفيض : نعم

فنظر لها مفتوح العينين نظرة ملؤها الغضب والعجب وانقض عليها وقد جن جنونه وأعماه الغضب يضربها ضربات

موجعه ويصرخ بوجهها بما يجب عليها الالتزام به من اليوم فصاعدا فمنعها منعا باتا من الخروج بمفردها او تلقي المكالمات الهاتفية

وانذرها ان لو تكرر منها ماحدث فستكون نسيا منسيا واخيرا تركها وغادر

المكان .. كان يخيل لها ان ما حدث كابوس مفزع تتمنى ان لو تفيق منه لكنها استرجعت شريط الاحداث والضربات فانهمرت دموعها

مدرارا على خديها وزادت ضربات قلبها فإذا لشهيقها وزفيرها صوت متحشرج .

كانت والدة هناء ترفض التدخل بين ابنائها ووالدهم عند أي أمر بينهم وترى ان على هذا الزوج الهارب عن مسؤليته ان يعلم مقدار

ما تعاني من جهود مضنية في تربية ومتابعة الابناء بمفردها لكنها عندما رأت هناء بتلك الحال صاحت ملتاعة ماذا بك يابنتي؟

بماذا تشعرين ؟

فأقامتها متكئة على صدرها وقد وضعت يدها خلف ظهرها وهي تربت عليها وتحاول أن تسقيها

بعض الماء حتى استكانت في حضن والدتها وهدئت من روعتها.

عادت هناء الى غرفتها فارتمت في سريرها لا تصدق شيئا مما حدث لكنها اسلمت نفسها لنوم عميق هروبا من واقع مؤلم لم تستطع ان تصمد امامه .

ليست هناك تعليقات: