السبت، 17 أبريل 2010

عبارة .... (ممنوع الدخول )

الان سأعود الى نفسي . وسأكتب عن دواخلي وتجاربي كما كنت . لكن الرأس خالي . والشاشة الفكرية مشوشة ..

الاسبوع الماضي كان اخر اسبوع قبل الاجازة وقد قررت ان يكون اسبوع نقاهه من مشاكل الطالبات ومايصلني منهن من قصص واقعية يشيب لها الرأس فطلبت من العاملة تعليق لوحة على باب المكتب كتبت عليها عبارة ( ممنوع الدخول ) .

انا لست متخصصه بالتحليل النفسي رغم أني معلمة علم نفس لكني قد أجيد طرح بعض الحلول أو استطيع مواساة الاشخاص بطريقة جيدة . ومع هذا اصبحت طبيبة نفسية ما ينقصني الا ممرضة لترتيب دخول الطالبات وورق خاص لكتابة وصفات الدواء وبدل ان يكون هناك مقاعد احتاج الى أريكة ممدودة حتى تكون عيادة نفسية متكاملة بالمدرسة .

كثير من الطالبات يحتجن الى مشوره وبعضهن تحتاج للحديث بما في نفسها من تجارب او حتى مشاكل خاصة بهن وبعض الصديقات والمقربات من الاهل أيضا ينقلن لي مآسيهن وتجاربهن وكأني بنظرهن الانسانه التي تستطيع فهمهن وتقدير مشاعرهن و استخراج كل المآسي من صدورهن وحذفها الى سلة المهملات بعيداً عنهن . و هن لا يعلمن أني عجزت في حل مشاكلي الشخصية فضلا عن حل مشاكل أو مساعدة الغير .

طوال يومهن الدراسي يستمتعن بوقتهن وبنهاية الحصة السادسة تبدأ معاناتي مما يحكين لي من قصص يُخيل لي بعض الاوقات انها لاتوجد الا في الخيال . هن يعدن الى منازلهن بوضع افضل بعد فضفضة وانا اعود محملة فكريا بكوارث اجتماعية تعاني منها الطالبات في منازلهن وبين اهاليهن .

تشغلوني قصصهن وتُحزنني حتى أن بعض القصص تعاودني بالمنام من شدة سيطرتها على مخيلتي . مع ان كل ماستطيع تقديمه لهن هو الاستماع لما يقلن فقط والتعجب احيانا والتذمر احيان اخرى وبعض الحلول التي لاتكاد تذكر.

لكني اكتشفت ان الناس في حاجة ماسة للكلام والتعبير عن النفس كما تُحس وتشعر ورغم ان الانثى عموما تقضي معظم وقتها في مكالمات هاتفيه مع الصديقات والاقارب والجيران وتستكمل مابقي في السهرات العائلية والاجتماعات المنزلية وبدور الافراح الا ان كل هذا يعتبر سوالف عامه لا أهمية لها لدينا وقد تُرى عادة أجتماعية .

الا أن هناك كلام خصوصي يُسمى البوح وهذا وسيلة للراحة والتخفيف على النفس مماتجد من ثقل همومها ومشاكلها . ومع اني مللت الاستماع لهن وشعرت انهن نقلن لي نظرة شؤم عن الرجال والنساء في محيطنا بما يكفي الا اني افتقدت مع بداية هذا الاسبوع الى قصصهن ورواياتهن المطولة .

جيد ان تكون اذن صاغية للاخرين حتى وان لم تستطع تقديم العون لهم لكن من يستمع لك اذا وصلت أنت لنفس الحاجة للكلام والفضفضة أو حتى للجنون ؟؟

هناك تعليقان (2):

Godless يقول...

"جيد ان تكون اذن صاغية للاخرين حتى وان لم تستطع تقديم العون لهم"

طالما احببت سماع هموم الاخرين ربما لانها تذكرني بأن حياتي ليست بأسوء منهم :)

هند الفايد يقول...

حياك الله اخوي ..
من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته الاستماع لهموم الناس نعمة بعض الاوقات ..