من مذكرات هند الفايد .... يوم الأحد الموافق 21 / 3 / 1431هـ
في احد ايام عام 1415 هـ وجد والدي على مكتبه بالاداره خطابا شديد اللهجة كثير الزجر قليل الثناء من رؤسائه وأكبر قاداته لامر لم يكن له فيه لا ناقة ولا جمل ...
وعاد للمنزل غاضبا ثائرا وعلامات الغضب تلوح بوجهه ... كان يعني هذا أن حضر التجوال بدأ في منزلنا لمده غير معلومة وان الشخص الوحيد الذي يحق له مراقبة الوضع والتجول في مرافق المنزل ومتابعة استتباب الامن هو والدتي غفر الله لها ..
حيث كانت تُعطي التوصيات اللازمة للهدوء وخفض الصوت والالتزام بما يعود بالنفع علينا وينهي الحضر بأسرع وقت .. كم بذلت امي كى تحمينا .. هذا من اقوى الاحداث في منزلنا واكثرها حفظا في ذاكرتنا ..
هكذا بدأ حيث الأخوة في سابع ليلة من فاجعتهم بوفاة والدتهم والتي اخذها القدر بدون
أن تُتم فرحتها ..
وتذاكرنا كل صنائع أمي رحمها الله معنا وكيف كانت وحيده متوحده منزويه وقد أهملت عمرا باكمله من أجلنا .
اين اختفت تلك الرووح وأين غاب صوت أمي ... الان نجلس في وحده ننتظر صوتا كان يدعونا .. ويودعنا وروحا كانت تنتظرنا عند كل مساء ..
الان الحديث عن أمي وماكان منها مع ابنائها اصبح تذكارا فقد اجتمعنا بعد موتها حتى نتعاهد على زيارة قبرها
كل جمعه وفاء لها وعرفانا بما كان منها لنا طيلة حياتها معنا ..
وعلى الزائر ان يخبرها عنا وما اصبحنا فيه
وكيف حالنا وماهي أحوالنا وقد اقترح الفكره ابنها المحبب لها ..
لكن أول جمعه لم يحضر احد لاننا كنا نقترع من يكون بالجمعة المقبلة هو زائر امي الأول
فوقعت القرعه على الصغير فقال : زوجتي حامل وبأيامها الاخيرة لو تُعاد القرعه كان افضل ..
فوقعت على الابن الاكبر فرد سريعا: لكني مااقدر الاسبوع المقبل ساكون خارج البلد حبذا لو تعاد القرعه
فقلت : انا على العهد ازور امي كل جمعه واقرأ على قبرها مايشاء الله واخبرها عنا
فرد شيخنا والابن المتدين قال: حرام ان تزور النساء القبور ..
قلت سأطوف حول السور وأنادي امي وادعي لها . ربي ربي ارحم امي وسأخبرها عنا
قالوا نستفتي من مشايخنا ... نطلبه بالجوال ونعرف منه الاحكام
رد سكرتير المفتي قال الشيخ مسافر للدعوه .. قلنا نطلب غيره
اعطنا جوال من تثق به من بعد شيخنا الفاضل .. فاتصلنا فقال التسجيل الشيخ يعتذر لانه يحتفل
فاليوم عقد قرانه على أحدى ارامل الجاليات احتسابا للاجر وتقربا بالاعمال الصالحة لله ..
هذه الجمعه الثالثه ولم نزر قبر أمي وعهدنا انتهى كان لم يكن .. ونسينا او تناسينا وكنا مثال
لقبور احياء ماتت قلوبهم قبل ان تموت اجسادهم ..
حول القبر كانوا يتحدثون عن احوال الوطن والوزير القادم وحال الاسهم و بسيارة الموتى التي كتب عليها
وكفى بالموت واعظا ولكن كل هذا اصبح كلمات في مذكراتي اكتبها لامي ولنفسي وتضيق النفس بما تكتب فرحم الله أمي وغفر لها كانت معنا وماكنا معها ....
مشاغل الحياة تُنسينا اعز الناس وتقطع بيننا وبينه الايام والسنين أزمنة لا لقاء بها
ولا اشواق !!! هذا حالنا مع موتانا وما حالنا مع الاحياء بأفضل من هذا ..
فما كان اجتماعنا الا عهد بالجفاء يأمي ...
في احد ايام عام 1415 هـ وجد والدي على مكتبه بالاداره خطابا شديد اللهجة كثير الزجر قليل الثناء من رؤسائه وأكبر قاداته لامر لم يكن له فيه لا ناقة ولا جمل ...
وعاد للمنزل غاضبا ثائرا وعلامات الغضب تلوح بوجهه ... كان يعني هذا أن حضر التجوال بدأ في منزلنا لمده غير معلومة وان الشخص الوحيد الذي يحق له مراقبة الوضع والتجول في مرافق المنزل ومتابعة استتباب الامن هو والدتي غفر الله لها ..
حيث كانت تُعطي التوصيات اللازمة للهدوء وخفض الصوت والالتزام بما يعود بالنفع علينا وينهي الحضر بأسرع وقت .. كم بذلت امي كى تحمينا .. هذا من اقوى الاحداث في منزلنا واكثرها حفظا في ذاكرتنا ..
هكذا بدأ حيث الأخوة في سابع ليلة من فاجعتهم بوفاة والدتهم والتي اخذها القدر بدون
أن تُتم فرحتها ..
وتذاكرنا كل صنائع أمي رحمها الله معنا وكيف كانت وحيده متوحده منزويه وقد أهملت عمرا باكمله من أجلنا .
اين اختفت تلك الرووح وأين غاب صوت أمي ... الان نجلس في وحده ننتظر صوتا كان يدعونا .. ويودعنا وروحا كانت تنتظرنا عند كل مساء ..
الان الحديث عن أمي وماكان منها مع ابنائها اصبح تذكارا فقد اجتمعنا بعد موتها حتى نتعاهد على زيارة قبرها
كل جمعه وفاء لها وعرفانا بما كان منها لنا طيلة حياتها معنا ..
وعلى الزائر ان يخبرها عنا وما اصبحنا فيه
وكيف حالنا وماهي أحوالنا وقد اقترح الفكره ابنها المحبب لها ..
لكن أول جمعه لم يحضر احد لاننا كنا نقترع من يكون بالجمعة المقبلة هو زائر امي الأول
فوقعت القرعه على الصغير فقال : زوجتي حامل وبأيامها الاخيرة لو تُعاد القرعه كان افضل ..
فوقعت على الابن الاكبر فرد سريعا: لكني مااقدر الاسبوع المقبل ساكون خارج البلد حبذا لو تعاد القرعه
فقلت : انا على العهد ازور امي كل جمعه واقرأ على قبرها مايشاء الله واخبرها عنا
فرد شيخنا والابن المتدين قال: حرام ان تزور النساء القبور ..
قلت سأطوف حول السور وأنادي امي وادعي لها . ربي ربي ارحم امي وسأخبرها عنا
قالوا نستفتي من مشايخنا ... نطلبه بالجوال ونعرف منه الاحكام
رد سكرتير المفتي قال الشيخ مسافر للدعوه .. قلنا نطلب غيره
اعطنا جوال من تثق به من بعد شيخنا الفاضل .. فاتصلنا فقال التسجيل الشيخ يعتذر لانه يحتفل
فاليوم عقد قرانه على أحدى ارامل الجاليات احتسابا للاجر وتقربا بالاعمال الصالحة لله ..
هذه الجمعه الثالثه ولم نزر قبر أمي وعهدنا انتهى كان لم يكن .. ونسينا او تناسينا وكنا مثال
لقبور احياء ماتت قلوبهم قبل ان تموت اجسادهم ..
حول القبر كانوا يتحدثون عن احوال الوطن والوزير القادم وحال الاسهم و بسيارة الموتى التي كتب عليها
وكفى بالموت واعظا ولكن كل هذا اصبح كلمات في مذكراتي اكتبها لامي ولنفسي وتضيق النفس بما تكتب فرحم الله أمي وغفر لها كانت معنا وماكنا معها ....
مشاغل الحياة تُنسينا اعز الناس وتقطع بيننا وبينه الايام والسنين أزمنة لا لقاء بها
ولا اشواق !!! هذا حالنا مع موتانا وما حالنا مع الاحياء بأفضل من هذا ..
فما كان اجتماعنا الا عهد بالجفاء يأمي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق